فتنة الشكِّ مرَّ بها الأنبياءُ والمهديّ المنتظَر وأنصارُهم السابقين الأخيار، ثمّ يُحكم الله آياته للمتقين وهو الغفور الرحيم..
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 06 - 1435 هـ
11 - 04 - 2014 مـ
05:28 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
فتنة الشك مر بها الأنبياء والمهدي المنتظر وأنصارهم السابقون الأخيار، ثم يحكم الله آياته للمتقين وهو الغفور الرحيم..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله ومن والاه، أما بعد..
فعلى رسلكم أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، وإياكم ثم إياكم الانجراف وراء مواعيد البشر قاطبة الذين يحددون موعد وصول كوكب العذاب، وقد علمناكم بالبرهان المبين من محكم القرآن العظيم أن كوكب العذاب هو كوكب سقر اللواحة للبشر من عصرٍ إلى آخر، وعلمناكم أن يوم وصول كوكب سقر العذاب حسب أيام الأرض لا يستطيعون تحديده في يوم معلوم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ونصيرا، ولذلك فلن يأتيهم كوكب النار إلا بغتة في يوم لا يتوقعون وصوله فيه، تصديقا لقول الله تعالى:
{ وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ ربّهم مُّعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) } صدق الله العظيم [الأنبياء].
فتذكروا قول الله تعالى:
{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40) } صدق الله العظيم.
ونهى الله رسوله عن تحديد ميعاد وصول كوكب العذاب، تصديقا لقول الله تعالى: { قُلْ إِنْ أَدْرِىٓ أَقَرِيبٌۭ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُۥ رَبِّىٓ أَمَدًا } صدق الله العظيم [الجن:25]. لكون محمد رسول الله لا يعلم متى ميعاد وصول كوكب العذاب، تصديقا لقول الله تعالى:
{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الملك].
وإنما إخفاء ميعاد وصول كوكب العذاب عن العالمين رحمة بهم لأنه لو يتم تحديده لأنظروا إيمانهم إلى التاريخ المعلوم لينظروا هل يأتيهم؟ ومن كان ينتظر حتى يوم مرور كوكب العذاب فمن ثم يؤمن فإنه ليس من أولي الألباب، لكون أولي الألباب هم الذين ينيبون إلى ربهم ليهدي قلوبهم، وأولئك الباحثون عن سبيل الحق إلى ربهم ليهدي قلوبهم، فمن ثم يهديهم الله، تصديقا لقول الله تعالى :
{ وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا وَإِنَّ اللَّه لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } صدق الله العظيم [العنكبوت:69].
فمن كان يريد من ربه أن يهدي قلبه فيلزمه الإنابة إلى ربه ليهدي قلبه إلى سبيل الحق، فحتما يهديه ربه. تصديقا لوعده الحق في محكم كتابه:
{ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ(13) } صدق الله العظيم [الشورى].
وتصديقا لوعده الحق: { قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) } صدق الله العظيم [الرعد].
فلا يظلم ربكم أحدا. واعلموا أنه كذلك توجد فتنة من بعد الهدى، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } صدق الله العظيم [آل عمران:154].
وحتى الرسل والأنبياء تعرضوا لفتنة الشك من بعد أن اصطفاهم الله برسالته إلى البشر، تصديقا لقول الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 52 ) } صدق الله العظيم [الحج].
وإنما يقصد بـ { الشَّيْطَانُ } هنا: وسوسة في نفس الإنسان وتشكيك في طريق الحق من بعد الهدى برغم أن قد حقق الله له أمنيته باتباع سبيل الهدى الحق، ومن ثم يأتي الشك في قلبه بسببِ موضوع ما، كمثال خليل الله؛ أبتي إبراهيم عليه الصلاة والسلام فكان باحثا عن الحق بادئ الأمر. وقال الله تعالى:
{ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام].
والبرهان المبين أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان مفكرا باحثا عن سبيل الهدى ولذلك قال خليل الله إبراهيم منيبا إلى ربه ليهدي قلبه { قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ }، وقال الله تعالى: { فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } صدق الله العظيم، فانظروا لقول خليل الله إبراهيم بعد أن اتخذ القمر البدر إلها ولم يعبده بعد فلما أفل { قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } لكون نبي الله إبراهيم كان يتمنى أن يتبع الحق وبحث عن الحقّ بحثا فكريا، فمن ثم اختاره الله نبيا وكلفه برسالته لكونه تمنى أن يتبع الحق من ربه، وذلك هو البيان لقول الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ } صدق الله العظيم.
ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى { أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } صدق الله العظيم. وكما قلنا إنما هو شك في النفس في سبيل الحق الذي هداه الله إليه، ومن ثم يوحي الله إلى الملك عتيد بكتابة تلك الوسوسة في النفس نسخة طبق ما في قلب صاحب الوسوسة من غير ظلم، تصديقا لقول الله تعالى: { لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) } صدق الله العظيم [البقرة].
وإنما النسخ هو صورة الشيء طبق الأصل. وعلى سبيل المثال أعمال البشر يجدونها صورة طبق الأصل في كتاب أعمالهم من غير ظلم، تصديقا لقول الله تعالى:
{ هَذَا كِتَابنَا يَنْطِق عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } صدق الله العظيم [الجاثية:29].
ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى: { ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } صدق الله العظيم، والإِحكام هو توضيح آياته للباحث عن الحق من بعد الهدى وفتنة الشك في سبيل الحق كما وضحها الله لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، كون فتنة الشك في نفس إبراهيم حدثت في: كيف يبعث الله الموتى؟ وقال الله تعالى:
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) } صدق الله العظيم [البقرة].
فانظروا كيف أحكم الله لإبراهيم عليه الصلاة والسلام آياته حتى يطمئن قلبه فيذهب الشك. فقال الله تعالى:
{ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)} صدق الله العظيم.
وكذلك حتى محمدا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حدثت له الوسوسة الشيطانية في الشك في الحق بعد إذ هداه الله إليه. وقال الله تعالى:
{ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } صدق الله العظيم [يونس:94].
ولم يتركه الله أن يذهب ليسأل أهل الكتاب؛ بل أسري به ليلة الإسراء والمعراج ليريه ربه من آياته الكبرى بما فيها الجنة والنار. تصديقا لقول الله تعالى:
{ وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } صدق الله العظيم [المؤمنون:95].
وتلك من آيات ربه الكبرى، ومنها النار الكبرى والجنة التي عرضها السماوات والأرض، فتلك من آيات ربه الكبرى. وقال الله تعالى:
{ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَات ربّه الْكُبْرَى } [النجم:18].
وذلك ليلة الإسراء والمعراج، تصديقا لقول الله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } صدق الله العظيم [الإسراء:1].
أفلا أدلكم على أعجب آية نزلت على محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من آيات التذكير بعدم الشك في سبيل الحق؟ وهي قول الله تعالى: { وَاسْأَلْ مَن أَرسَلْنَا مِنْ قَبلِكَ مِن رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } صدق الله العظيم [الزخرف:45]، فقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وكيف أسألهم وقد ماتوا يا أخي يا جبريل؟ فقال جبريل عليه الصلاة والسلام: هكذا قال ربك، هو أعلم وأحكم وسبحان ربي!. فتحقق ذلك ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المنتهى حجاب الرب وسقف جنات النعيم، ووجد الأنبياء والمرسلين. وسبق لنا بيان في ذلك وفصلناه تفصيلا.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا بد من أن يتعرض كثير منكم لوسوسة النفس في سبيل الحق من بعد الهدى فعليكم الإنابة إلى ربكم أن يحكم لكم آياته، فمن ثم يبعث الله لأحدكم بيانا من بيانات الإمام المهدي ليزيل شكه أو يعثر عليه في منتديات البشرى الإسلامية.
وأنصحكم بشيء ذي عروة وثقى لا انفصام لها؛ فتذكروا حقيقة اسم الله الأعظم في قلوبكم فتفكروا فهل ممكن أن يرضى أحدكم بجنات النعيم والحور العين؟ وتجدون الجواب يأتي من قلوبكم: هيهات هيهات أن أرضى حتى يرضى ربي حبيب قلبي. وأنتم على ذلك من الشاهدين.
وربما يود أحد السائلين أن يقول: "مهلا مهلا يا ناصر محمد، فقد قرأت في كتب التفاسير عن تفسير قول الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) } صدق الله العظيم؛ فعندهم تفسير لتلك الآيات بعيد كل البعد عن بيانك لهذه الآية جملة وتفصيلا". ومن ثم يرد على السائلين الإمام المهدي وأقول: والله الذي لا إله غيره لن تجدوا أحدا بينها بالحق الذي لا شك ولا ريب فيه إلا الإمام المهدي في كافة كتب المفسرين لكونهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكن الإمام المهدي يأتيكم بالبيان للقرآن من ذات القرآن ونفصله تفصيلا لكون الآيات في الكتاب لها آيات مبينات، تصديقا لقول الله تعالى: { وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34) } صدق الله العظيم [النور].
ويا أمة الإسلام يا حجاج بيت الله الحرام إلى متى الإعراض عن المهدي المنتظر الحق فلا يجتمع النور والظلمات؟ وأقسم بالله الواحد القهار الذي خلق الجان من مارج من نار وخلق الإنسان من صلصال كالفخار الذي أعد النار للكفار والجنة للأبرار الذي يولج الليل في النهار خالق البشر ومنزل الذكر أني أنا المهدي المنتظر ناصر محمد لم يبعثني الله نبيا ولا رسولا؛ بل ناصر محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فأدعوكم إلى اتباع ما تنزل على محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فنعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى، وأدعو المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم، فما وجدناه جاء مخالفا لمحكم القرآن فهو باطل مفترى سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث البيان في السنة المحمدية، فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تهتدون.
وبلغ عمر الدعوة المهدية بداية الشهر الرابع للسنة العاشرة ولم يستجب بعد للاحتكام إلى القرآن العظيم لا علماء المسلمين ولا علماء النصارى ولا علماء اليهود وسوف يغضب الله لكتابه القرآن العظيم، تصديقا لقول الله تعالى:
{ فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) } صدق الله العظيم [القلم].
ويا أسفي على أي بشر عاقل سأل خطباء المنابر عن دعوة ناصر محمد اليماني فقالوا: "ذرك منه فإنه معتوه وكم غيره سبقوه في ادعاء المهدية، وهو ليس إلا كمثل الذين سبقوه". ومن ثم نرد على السائلين ونقول: والله الذي لا إله غيره إن الرجوع عن اتباع ناصر محمد اليماني ليس إلا بسبب فتوى كفتوى أشر علماء تحت سقف السماء؛ هم الذين يصدون عن اتباع المهدي المنتظر ناصر محمد، ولو كانوا حقاً علماء لجاءوا إلى موقع الإمام ناصر محمد اليماني وأقاموا عليه الحجة بسلطان العلم الملجم إن كانوا صادقين، ولا نزال نفتي بالحق ونؤكده بالقسم البار: لا يستطيع كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن يهيمنوا على الإمام ناصر محمد اليماني في مسألة واحدة من القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ونصيرا، ونعلم أن عددا كبيرا من علماء المسلمين يأتون فيطلعون على بيانات الإمام المهدي للقرآن العظيم، وكانوا يظنون أنهم قادرون على إلجامه حتى إذا ما اطلعوا فمن ثم يصبحون في حيرة من أمرهم فيقول أحدهم: "أخشى أن يكون هو الإمام المهدي غير أني أخشى أن أتبعه وأعلن ببعثه وهو ليس الإمام المهدي المنتظر!" ومن ثم نرد على الذين لا يتفكرون إلا قليلا وأقول: فاسمع يا هذا، فهل لو اتبعت ناصر محمد وعبدت الله وحده لا شريك له واتبعت كتاب الله القرآن العظيم وسنة رسوله الحق التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم فهل ترى لو لم يكن ناصر محمد هو الإمام المهدي فهذا يعني أنك ضللت عن الصراط المستقيم؟ فما خطبكم لا تكادون تفقهون قولا!
ويا معشر علماء المسلمين وأمتهم، والله الذي لا إله غيره لا يحاسبكم الله على شخص ناصر محمد اليماني لو لم يكن المهدي المنتظر؛ بل يحاسبكم على آيات الله التي أحاججكم بها فألجمكم إلجاما وأنتم عنها معرضون، ألا والله ما عذب الله الكفار المعرضين إلا بسبب أنهم أعرضوا عن اتباع آيات ربهم التي يتلوها عليهم رسله. وقال الله تعالى: { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ } صدق الله العظيم [المؤمنون].
ويا معشر المسلمين، إني أقبل بيعتكم على أن تعترفوا بالإمام ناصر محمد اليماني إماما للمسلمين، وأما أن يكون هو المهدي المنتظَر فقولوا: "الله أعلم؛ بل سوف ننظر هل يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما؟ ومن ثم نعلم أنه هو الإمام المهدي المنتظر لا شك ولا ريب".
ويا معشر المسلمين أني أخاف عليكم عذاب يوم عقيم فاستجيبوا للدعوة الى اتباع البيان الحق للقرآن فتجدوه يحيي قلوبكم فيبصركم الله بنوره من قبل أن تبصروا الإمام ناصر محمد اليماني؛ بل وأنتم لا تزالون في عصر الحوار من قبل الظهور. فما الذي أحيا قلوب أنصار المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني في عصر الحوار من قبل الظهور؟ والجواب كونهم اعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وكفروا بالتعددية المذهبية في دين الله الإسلام وأطاعوا أمر ربهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ (108) } صدق الله العظيم [آل عمران].
ومن ثم نبذوا الأحزاب والمذهبية وراء ظهورهم واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ثم هداهم الله إلى الصراط المستقيم وتغيرت حياتهم وهم على ذلك من الشاهدين، وسبب هداهم هو اعتصامهم بحبل الله القرآن العظيم فشرح الله به قلوبهم وهداهم إلى الصراط المستقيم. تصديقا لقول الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا } صدق الله العظيم [النساء:175].
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
ــــــــــــــــــ
http://www.mahdi-alumma.com/showthread.php?17715
11 - 06 - 1435 هـ
11 - 04 - 2014 مـ
05:28 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
فتنة الشك مر بها الأنبياء والمهدي المنتظر وأنصارهم السابقون الأخيار، ثم يحكم الله آياته للمتقين وهو الغفور الرحيم..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله ومن والاه، أما بعد..
فعلى رسلكم أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، وإياكم ثم إياكم الانجراف وراء مواعيد البشر قاطبة الذين يحددون موعد وصول كوكب العذاب، وقد علمناكم بالبرهان المبين من محكم القرآن العظيم أن كوكب العذاب هو كوكب سقر اللواحة للبشر من عصرٍ إلى آخر، وعلمناكم أن يوم وصول كوكب سقر العذاب حسب أيام الأرض لا يستطيعون تحديده في يوم معلوم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ونصيرا، ولذلك فلن يأتيهم كوكب النار إلا بغتة في يوم لا يتوقعون وصوله فيه، تصديقا لقول الله تعالى:
{ وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ ربّهم مُّعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) } صدق الله العظيم [الأنبياء].
فتذكروا قول الله تعالى:
{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40) } صدق الله العظيم.
ونهى الله رسوله عن تحديد ميعاد وصول كوكب العذاب، تصديقا لقول الله تعالى: { قُلْ إِنْ أَدْرِىٓ أَقَرِيبٌۭ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُۥ رَبِّىٓ أَمَدًا } صدق الله العظيم [الجن:25]. لكون محمد رسول الله لا يعلم متى ميعاد وصول كوكب العذاب، تصديقا لقول الله تعالى:
{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الملك].
وإنما إخفاء ميعاد وصول كوكب العذاب عن العالمين رحمة بهم لأنه لو يتم تحديده لأنظروا إيمانهم إلى التاريخ المعلوم لينظروا هل يأتيهم؟ ومن كان ينتظر حتى يوم مرور كوكب العذاب فمن ثم يؤمن فإنه ليس من أولي الألباب، لكون أولي الألباب هم الذين ينيبون إلى ربهم ليهدي قلوبهم، وأولئك الباحثون عن سبيل الحق إلى ربهم ليهدي قلوبهم، فمن ثم يهديهم الله، تصديقا لقول الله تعالى :
{ وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا وَإِنَّ اللَّه لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } صدق الله العظيم [العنكبوت:69].
فمن كان يريد من ربه أن يهدي قلبه فيلزمه الإنابة إلى ربه ليهدي قلبه إلى سبيل الحق، فحتما يهديه ربه. تصديقا لوعده الحق في محكم كتابه:
{ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ(13) } صدق الله العظيم [الشورى].
وتصديقا لوعده الحق: { قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) } صدق الله العظيم [الرعد].
فلا يظلم ربكم أحدا. واعلموا أنه كذلك توجد فتنة من بعد الهدى، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } صدق الله العظيم [آل عمران:154].
وحتى الرسل والأنبياء تعرضوا لفتنة الشك من بعد أن اصطفاهم الله برسالته إلى البشر، تصديقا لقول الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 52 ) } صدق الله العظيم [الحج].
وإنما يقصد بـ { الشَّيْطَانُ } هنا: وسوسة في نفس الإنسان وتشكيك في طريق الحق من بعد الهدى برغم أن قد حقق الله له أمنيته باتباع سبيل الهدى الحق، ومن ثم يأتي الشك في قلبه بسببِ موضوع ما، كمثال خليل الله؛ أبتي إبراهيم عليه الصلاة والسلام فكان باحثا عن الحق بادئ الأمر. وقال الله تعالى:
{ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام].
والبرهان المبين أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان مفكرا باحثا عن سبيل الهدى ولذلك قال خليل الله إبراهيم منيبا إلى ربه ليهدي قلبه { قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ }، وقال الله تعالى: { فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } صدق الله العظيم، فانظروا لقول خليل الله إبراهيم بعد أن اتخذ القمر البدر إلها ولم يعبده بعد فلما أفل { قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } لكون نبي الله إبراهيم كان يتمنى أن يتبع الحق وبحث عن الحقّ بحثا فكريا، فمن ثم اختاره الله نبيا وكلفه برسالته لكونه تمنى أن يتبع الحق من ربه، وذلك هو البيان لقول الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ } صدق الله العظيم.
ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى { أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } صدق الله العظيم. وكما قلنا إنما هو شك في النفس في سبيل الحق الذي هداه الله إليه، ومن ثم يوحي الله إلى الملك عتيد بكتابة تلك الوسوسة في النفس نسخة طبق ما في قلب صاحب الوسوسة من غير ظلم، تصديقا لقول الله تعالى: { لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) } صدق الله العظيم [البقرة].
وإنما النسخ هو صورة الشيء طبق الأصل. وعلى سبيل المثال أعمال البشر يجدونها صورة طبق الأصل في كتاب أعمالهم من غير ظلم، تصديقا لقول الله تعالى:
{ هَذَا كِتَابنَا يَنْطِق عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } صدق الله العظيم [الجاثية:29].
ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى: { ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } صدق الله العظيم، والإِحكام هو توضيح آياته للباحث عن الحق من بعد الهدى وفتنة الشك في سبيل الحق كما وضحها الله لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، كون فتنة الشك في نفس إبراهيم حدثت في: كيف يبعث الله الموتى؟ وقال الله تعالى:
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) } صدق الله العظيم [البقرة].
فانظروا كيف أحكم الله لإبراهيم عليه الصلاة والسلام آياته حتى يطمئن قلبه فيذهب الشك. فقال الله تعالى:
{ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)} صدق الله العظيم.
وكذلك حتى محمدا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حدثت له الوسوسة الشيطانية في الشك في الحق بعد إذ هداه الله إليه. وقال الله تعالى:
{ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } صدق الله العظيم [يونس:94].
ولم يتركه الله أن يذهب ليسأل أهل الكتاب؛ بل أسري به ليلة الإسراء والمعراج ليريه ربه من آياته الكبرى بما فيها الجنة والنار. تصديقا لقول الله تعالى:
{ وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } صدق الله العظيم [المؤمنون:95].
وتلك من آيات ربه الكبرى، ومنها النار الكبرى والجنة التي عرضها السماوات والأرض، فتلك من آيات ربه الكبرى. وقال الله تعالى:
{ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَات ربّه الْكُبْرَى } [النجم:18].
وذلك ليلة الإسراء والمعراج، تصديقا لقول الله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } صدق الله العظيم [الإسراء:1].
أفلا أدلكم على أعجب آية نزلت على محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من آيات التذكير بعدم الشك في سبيل الحق؟ وهي قول الله تعالى: { وَاسْأَلْ مَن أَرسَلْنَا مِنْ قَبلِكَ مِن رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } صدق الله العظيم [الزخرف:45]، فقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وكيف أسألهم وقد ماتوا يا أخي يا جبريل؟ فقال جبريل عليه الصلاة والسلام: هكذا قال ربك، هو أعلم وأحكم وسبحان ربي!. فتحقق ذلك ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المنتهى حجاب الرب وسقف جنات النعيم، ووجد الأنبياء والمرسلين. وسبق لنا بيان في ذلك وفصلناه تفصيلا.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا بد من أن يتعرض كثير منكم لوسوسة النفس في سبيل الحق من بعد الهدى فعليكم الإنابة إلى ربكم أن يحكم لكم آياته، فمن ثم يبعث الله لأحدكم بيانا من بيانات الإمام المهدي ليزيل شكه أو يعثر عليه في منتديات البشرى الإسلامية.
وأنصحكم بشيء ذي عروة وثقى لا انفصام لها؛ فتذكروا حقيقة اسم الله الأعظم في قلوبكم فتفكروا فهل ممكن أن يرضى أحدكم بجنات النعيم والحور العين؟ وتجدون الجواب يأتي من قلوبكم: هيهات هيهات أن أرضى حتى يرضى ربي حبيب قلبي. وأنتم على ذلك من الشاهدين.
وربما يود أحد السائلين أن يقول: "مهلا مهلا يا ناصر محمد، فقد قرأت في كتب التفاسير عن تفسير قول الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) } صدق الله العظيم؛ فعندهم تفسير لتلك الآيات بعيد كل البعد عن بيانك لهذه الآية جملة وتفصيلا". ومن ثم يرد على السائلين الإمام المهدي وأقول: والله الذي لا إله غيره لن تجدوا أحدا بينها بالحق الذي لا شك ولا ريب فيه إلا الإمام المهدي في كافة كتب المفسرين لكونهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكن الإمام المهدي يأتيكم بالبيان للقرآن من ذات القرآن ونفصله تفصيلا لكون الآيات في الكتاب لها آيات مبينات، تصديقا لقول الله تعالى: { وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34) } صدق الله العظيم [النور].
ويا أمة الإسلام يا حجاج بيت الله الحرام إلى متى الإعراض عن المهدي المنتظر الحق فلا يجتمع النور والظلمات؟ وأقسم بالله الواحد القهار الذي خلق الجان من مارج من نار وخلق الإنسان من صلصال كالفخار الذي أعد النار للكفار والجنة للأبرار الذي يولج الليل في النهار خالق البشر ومنزل الذكر أني أنا المهدي المنتظر ناصر محمد لم يبعثني الله نبيا ولا رسولا؛ بل ناصر محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فأدعوكم إلى اتباع ما تنزل على محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فنعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى، وأدعو المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم، فما وجدناه جاء مخالفا لمحكم القرآن فهو باطل مفترى سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث البيان في السنة المحمدية، فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تهتدون.
وبلغ عمر الدعوة المهدية بداية الشهر الرابع للسنة العاشرة ولم يستجب بعد للاحتكام إلى القرآن العظيم لا علماء المسلمين ولا علماء النصارى ولا علماء اليهود وسوف يغضب الله لكتابه القرآن العظيم، تصديقا لقول الله تعالى:
{ فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) } صدق الله العظيم [القلم].
ويا أسفي على أي بشر عاقل سأل خطباء المنابر عن دعوة ناصر محمد اليماني فقالوا: "ذرك منه فإنه معتوه وكم غيره سبقوه في ادعاء المهدية، وهو ليس إلا كمثل الذين سبقوه". ومن ثم نرد على السائلين ونقول: والله الذي لا إله غيره إن الرجوع عن اتباع ناصر محمد اليماني ليس إلا بسبب فتوى كفتوى أشر علماء تحت سقف السماء؛ هم الذين يصدون عن اتباع المهدي المنتظر ناصر محمد، ولو كانوا حقاً علماء لجاءوا إلى موقع الإمام ناصر محمد اليماني وأقاموا عليه الحجة بسلطان العلم الملجم إن كانوا صادقين، ولا نزال نفتي بالحق ونؤكده بالقسم البار: لا يستطيع كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن يهيمنوا على الإمام ناصر محمد اليماني في مسألة واحدة من القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ونصيرا، ونعلم أن عددا كبيرا من علماء المسلمين يأتون فيطلعون على بيانات الإمام المهدي للقرآن العظيم، وكانوا يظنون أنهم قادرون على إلجامه حتى إذا ما اطلعوا فمن ثم يصبحون في حيرة من أمرهم فيقول أحدهم: "أخشى أن يكون هو الإمام المهدي غير أني أخشى أن أتبعه وأعلن ببعثه وهو ليس الإمام المهدي المنتظر!" ومن ثم نرد على الذين لا يتفكرون إلا قليلا وأقول: فاسمع يا هذا، فهل لو اتبعت ناصر محمد وعبدت الله وحده لا شريك له واتبعت كتاب الله القرآن العظيم وسنة رسوله الحق التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم فهل ترى لو لم يكن ناصر محمد هو الإمام المهدي فهذا يعني أنك ضللت عن الصراط المستقيم؟ فما خطبكم لا تكادون تفقهون قولا!
ويا معشر علماء المسلمين وأمتهم، والله الذي لا إله غيره لا يحاسبكم الله على شخص ناصر محمد اليماني لو لم يكن المهدي المنتظر؛ بل يحاسبكم على آيات الله التي أحاججكم بها فألجمكم إلجاما وأنتم عنها معرضون، ألا والله ما عذب الله الكفار المعرضين إلا بسبب أنهم أعرضوا عن اتباع آيات ربهم التي يتلوها عليهم رسله. وقال الله تعالى: { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ } صدق الله العظيم [المؤمنون].
ويا معشر المسلمين، إني أقبل بيعتكم على أن تعترفوا بالإمام ناصر محمد اليماني إماما للمسلمين، وأما أن يكون هو المهدي المنتظَر فقولوا: "الله أعلم؛ بل سوف ننظر هل يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما؟ ومن ثم نعلم أنه هو الإمام المهدي المنتظر لا شك ولا ريب".
ويا معشر المسلمين أني أخاف عليكم عذاب يوم عقيم فاستجيبوا للدعوة الى اتباع البيان الحق للقرآن فتجدوه يحيي قلوبكم فيبصركم الله بنوره من قبل أن تبصروا الإمام ناصر محمد اليماني؛ بل وأنتم لا تزالون في عصر الحوار من قبل الظهور. فما الذي أحيا قلوب أنصار المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني في عصر الحوار من قبل الظهور؟ والجواب كونهم اعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وكفروا بالتعددية المذهبية في دين الله الإسلام وأطاعوا أمر ربهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ (108) } صدق الله العظيم [آل عمران].
ومن ثم نبذوا الأحزاب والمذهبية وراء ظهورهم واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ثم هداهم الله إلى الصراط المستقيم وتغيرت حياتهم وهم على ذلك من الشاهدين، وسبب هداهم هو اعتصامهم بحبل الله القرآن العظيم فشرح الله به قلوبهم وهداهم إلى الصراط المستقيم. تصديقا لقول الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا } صدق الله العظيم [النساء:175].
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
ــــــــــــــــــ
http://www.mahdi-alumma.com/showthread.php?17715
معلومات , حقائق , المهدي , الامام , المنتظر , حقيقه , ماهو , صور , موقع , تفسير , القران , الكريم , الاسلام , السنه , الشيعه , اهل البيت , ال , البيت , شرح , ناصر , محمد , اليماني , سورة , سبحان , الله ,النصر, الله , اكبر , شعار , ماهو , من هو , متى , كيف , اين , 2013
تعليقات
إرسال تعليق