فتوى الذي آتاه الله علم الكتاب عن الاقتداء بُهدى الأنبياء والمُرسلين..
الإمـــــام ناصـــــر محمـــــد اليـــــماني
فتوى الذي آتاه الله علم الكتاب عن الاقتداء بُهدى الأنبياء والمُرسلين..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام من الله وملائكته وجميع الصالحين من عباده على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيبين والتابعين للحق إلى يوم الدين، ولا أُفرقُ بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين..
ويا معشر الذين يريدون أن يتبعوا الحق، حقيق لا أقول على الله إلا الحق الذي يقبله العقل والمنطق فأستنبط لكم البُرهان المُبين من محكم القرآن ونفتيكم من كلام الله إلى السائلين، ولن آتيكم بالبرهان من عند نفسي ولن آتيكم بالفتوى عن رأي مني ولا آتيكم بالفتوى عن اجتهادٍ مني قبل الوصول إلى البرهان الحق من الرحمن بعلم وسُلطان من محكم القرآن رسالة الله الشاملة إلى الإنس والجان، فاقتدوا بهدى الرُسل جميعاً فلا فرق بين دعوتهم جميعاً بل دعوتهم واحدة موحدةً جاءوا بكلمة واحدةٍ جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ( 25 ) }
صدق الله العظيم [الأنبياء]
ولذلك قال الله لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام:
{ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ( 13 ) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ( 14 ) }
صدق الله العظيم [طه]
وكُلما ابتعث الله رسولاً جديداً فتجدون إن الله يأمره أن يقتدي بهدى الذين هداهم الله من قبله من الأنبياء والمُرسلين وأولياء الله الصالحين، ولذلك تجدون أن الله أمر خاتم الأنبياء والمُرسلين برسالة الله الشاملة إلى الجن والإنس أجمعين أن يقتدي بهدى الذين هداهم الله من قبله من الأنبياء والمُرسلين والصالحين. وقال الله تعالى:
{ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ }
صدق الله العظيم [الأنعام]
ولربما يود أن يقاطعني أحد الذين لا يؤمنون بالله إلا وهُم مشركون فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني، يامن تريدنا أن نُنافس أنبياء الله ورُسله في حُب الله وقربه وقد كرّمهم الله على العالمين، أفلا تنظر إلى فتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم، أفلا ترى أن التفضيل على العالمين قد مضى وانقضى؟ ولذلك تجدنا لا نفكر أن نطمع أن يكون أحدنا هو أحب إلى الله منهم، ونحن جميع المُسلمين نعتقد بهذه العقيدة أن رُسل الله وأنبياءه هم الأكرم كون الله فضلهم على العالمين، ولذلك كيف تريدنا أن نطمع في منافستهم في حُب الله وقربه! فآتنا بالبرهان المُبين إن كنت من الصادقين" . ثم يُرد عليه الإمام المهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وأقول: فضلهم الله على العالمين بأنه هداهم إلى الصراط المُستقيم فبهداهم اقتده. وقال الله تعالى:
{ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ }
صدق الله العظيم
فليس التفضيل قد مضى وانقضى إذاً لما كان محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من المُفضلين كونه سبق التفضيل على العالمين للذين فضلهم الله من قبل حسب برهانك المقطوع في قول الله تعالى:
{ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ }
صدق الله العظيم
فلو نظرت إلى ما بعد ذكر التفضيل لما وجدت أن الله حصر التفضيل لهم وحدهم بل ولمن اقتدى بهداهم. ولذلك قال الله تعالى:
{ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ }
صدق الله العظيم
فانظر لقول الله تعالى:
{ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ }
صدق الله العظيم
وبما أن التفضيل لهم هو لأنه هداهم إلى الصراط المستقيم وكذلك فضّل الله على العالمين من اقتدى بهداهم الحق من الناس أجمعين، وبما أن التفضيل ليس ممن مضى وانقضى ولذلك قال الله تعالى:
{ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ }
صدق الله العظيم
ولربما يود أن يقاطعني أحد الباحثين عن الحق فيقول فكيف كانوا يعبدون ربهم حتى ننهج نهجهم فنقتدي بهداهم لنكون مثلهم على الصراط المستقيم حتى نكون من المفضلين على العالمين باتّباع الهدى الحق كون الله لم يحصر التفضيل لهم من دون العالمين بل قال الله تعالى: { وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ } صدق الله العظيم، والسؤال بالضبط في الآية السابقة هو عن بيان قول الله تعالى: { ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ } صدق الله العظيم، فحتى لا نكون من المُشركين فنرجو الفتوى عن سر ذلك الهدى كون ذلك الهدى هو هدى الأنبياء والمُرسلين حتى نقتدي بهداهم، فكيف كان هداهم لنقدتي بهم؟ انتهى السؤال.
ومن ثم تجدون الرد من الله مُباشرة عن تعريف طريقة هداهم الحق. ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
{ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا }
صدق الله العظيم [الإسراء:57]
فإذا أبيتم أن تبتغوا إلى ربكم الوسيلة فتنافسون أنبياء الله ومن اقتدى بهداهم فلن يفضلكم الله على العالمين ولن يجعل لكم قدراً فأصبحتم من الذين لا يقيم لهم يوم القيامة وزناً كونكم أبيتم طريقة الهُدى الحق إلى صراط العزيز الحميد أيكم أحب وأقرب، فمن أبى فقد رفض أن يعبد الله رب العالمين ورفض أن ينافس عباده في حُب الله وقربه ثم ينال غضب الله فيلقيه في نار جهنم ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً ولا يغفر الله أن يُشرك به، فمن رفض أن ينافس عبيد الله في الملكوت كُله فأبى أن ينافسهم في حُب الله وقربه بسبب أنه يعتقد أن التكريم في العالمين قد مضى وانقضى ثم يقول وإليك البُرهان المبين في قول الله تعالى: { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم. ومن ثم يقول له المهدي المنتظر:
إذاً فقد انتهى التفضيل على العالمين للرسل الذي تم ذكرهم ورُفعت الأقلام وجفت الصحف حسب عقيدتكم الباطل، فلن يكون محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من المُفضلين! أفلا تتقون؟ ولكن هذه الآية هي من الآيات المُحكمات البينات لعالمكم وجاهلكم وإنما تستنبطون البرهان كما تحبون أن تشركون كمثل برهانكم: { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم.
ولكن لو تابعتم تدبر كتاب الله في قلب وذات الموضوع وفي نفس هذه الآيات لما وجدتم التكريم حصرياً لهم من دون المهتدين من أولياء الله الصالحين، فتدبروا فتوى الله جميعاً ولا تقطعوا البرهان من الرحمن ما دام في قلب وذات الموضوع برهان المُفضلين الذين كرّمهم الله على العالمين ستجدون أنه بسبب أنهم اهتدوا إلى الصراط المستقيم. وقال الله تعالى:
{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ }
صدق الله العظيم
فاعبدوا الله كما عبدوه بالضبط بطريقة هداهم إذا كانت عقيدتكم هو أن لكم في الله من الحق مالهم كونهم ليسوا بأبناء الله بل عبيد لله مثلكم ولكم من الحق في الله مالهم، ولذلك لا ينبغي لكم أن تعظمونهم فتتركوا تعظيم الله فذلك كفر بالله، بل انطلقوا للتنافس إلى النعيم الأعظم الله رب العالمين أيكم أحبُ وأقرب إن كنتم إياه تعبدون، وذلك هو الاقتداء وما دونه باطل فلا ينبغي لكم أن تقتدوا بهدى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - فتكفروا بهدى الذين من قبله كون الله أمر رسوله أن يقتدي بهدى الله الذين هدى الله من قبله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ }
صدق الله العظيم
فلا تفرقوا بين رُسل الله، ولا تفرقوا بين الله ورُسله فتقولون عنهم مالم يقُله الله، فلا ينبغي للأنبياء أن يقولوا مالم يقله الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً. وقال الله تعالى:
{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴿٤٦﴾ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٨﴾ }
صدق الله العظيم [الحاقة]
فلا تتبعوا مالم يقله الله ولا رسوله في السنة النبوية إني لكم نذيرٌ مبين، فقد علّمناكم بالناموس لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبي وهو أن تعرضوها على مُحكم كتاب الله الذي يفقهه عالمكم وجاهلكم، فإذا وجدتم بين الأحاديث ومحكم الكتاب اختلافاً كثيراً فاعلموا إن ذلك الحديث النبوي ليس من عند الله ولا رسوله بل من عند غير الله وهو الشيطان الرجيم الذي يوحي إلى أوليائه ليفتروا بما يُخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }
صدق الله العظيم [الأنعام:121]
ولكن الوحي إذا كان من عند الشيطان وليس من عند الرحمن فحتماً ستجدون بينه وبين محكم الوحي في القرآن من الرحمن اختلافاً كثيراً؛ نقيضان لا يتفقان وحي الرحمن ووحي الشيطان. وقال الله تعالى:
{ مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ }
صدق الله العظيم [النساء]
إذاً يا قوم إن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ما ينطق عن الهوى في السنة النبوية، وإنما يبين للناس آياتٍ من هذا القرآن العظيم ليزيده بياناً وتوضيحاً للعالمين، فما خالف من أحاديث البيان في السنة النبوية مع ما جاء في آيات الكتاب المُحكمات هُن أم الكتاب فتمسكوا بكتاب الله وأعرضوا عمّ خالفه من أحاديث الباطل المكذوبة في السنة النبوية، وتمسكوا بالكتاب المحفوظ من التحريف بالباطل. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾ }
صدق الله العظيم [فصلت]
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾}
صدق الله العظيم [الأنعام]
{ وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ }
صدق الله العظيم [الأعراف:170]
ولربما يُسَرُّ الآن أحدُ القُرآنيين فيقول: "أفلا ترى أن الله أمرنا فقط بالاستمساك بالكتاب فقط ولم يذكر السنة النبوية؟" . ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قاتلكم الله يا من تقولون على الله مالا تعلمون، وإنما يقصد أن تتمسك بالكتاب فتكفر بما خالف لمحكم القرآن المحفوظ من التحريف سواء يكون في التوراة والإنجيل والسنة النبوية، فما خالف فيهما عن آية محكمة في كتاب الله القرآن العظيم فتمسكوا بالكتاب المحفوظ من التحريف وذروا ما خالفه وراء ظهوركم.
ويا قوم إذا أردتم أن تفسروا كتاب الله القرآن العظيم فلا بد أن تكونوا من الراسخين في علم الكتاب حتى لا تقولوا على الله مالا تعلمون، وإذا كنتم تبينون كتاب الله بالحق لا شك ولا ريب كما هو المقصود في نفس الله من كلامه فسوف تجدون أن بيانكم لكتاب الله يشدُّ بعضه بعضاً من غير تناقض، فكلما جاء بيان جديد فإذا هو يزيد البيان السابق بياناً وتوضيحاً أكثر، كما تجدون في البيان الحق للذكر للمهدي المنتظر إذا تدبرتم في كثيرٍ من البيانات فسوف تخرجون بنتيجة يقينيّة أن ناصر محمد اليماني حقاً هو الإمام المهدي المنتظر وليس من المهديين الذين اعترتهم مسوس الشياطين فتوحي في صدورهم أن يقولوا على الله مالا يعلمون. بل الفرق بينهم وبين ناصر محمد اليماني كالفرق بين نور الشمس وظُلمات في بحر لُجي يغشاه موج من فوقه موج ظُلمات بعضها فوق بعض، فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ فهل يستوي الأعمى والبصير؟ وهل تستوي الظُلمات والنور؟ مالكم كيف تحكمون؟!
ويا أمة الإسلام وعُلماءهم، إن لقضية ادّعاء شخصية المهدي المنتظر في كُل عصر حكمة خبيثة من الشياطين الذين وسوسوا لمن تسلطوا عليهم أن يدعي أنه المهدي المنتظر، واستمر هذا المكر والحكمة الخبيثة من ذلك لدى الشياطين هو لحكمة حتى إذا بعث الله إليكم الإمام المهدي المنتظر الحق من ربكم فتعرضون عنه قبل أن تتدبروا قوله ومنطق علمه بل ولكي تحكموا عليه من قبل أن تسمعوا سلطان علمه فتقولون: "إن هو إلا كمثل الذين ادعوا شخصية المهدي المنتظر في كُل جيل وعصر" . ونجح الشياطين إلى حدِّ الآن للصدِّ عن الإمام المهدي المنتظر الحق الذي ابتعثه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور وكان أمر الله قدراً مقدوراً، وما ينبغي لكم أن تختاروا أنتم الإمام المهدي المنتظر خليفة الله من بين البشر في قدره المقدور في الكتاب المسطور.
ولو يوجه المهدي المنتظر إليكم سؤالاً فأقول: فهل أنتم من خلقتم فاخترتم رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه وآل عمران وسلم تسليماً؟ فإذا كان لا يحق لكم ولا ينبغي إذاً فكيف يحق لكم أن تختاروا خليفة الله المهدي المنتظر الذي جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليهم وسلم؟ أفلا تتقون؟ والذي يختار المهدي المنتظر خليفة لهُ هو الله مالك الملك وما ينبغي لكم أن تختاروا خليفة الله من دونه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
صدق الله العظيم [القصص:68]
ومثل ناموس اختياره كمثل ناموس اختيار الأنبياء كونه خليفةً لله في الأرض وإماماً للناس مثلهم. وقال الله تعالى:
{ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ }
صدق الله العظيم [ص:26]
وكذلك جميع الأنبياء هم خُلفاء لله وأئمة للناس اختارهم الله وحده ولا يشرك في حكمه أحداً. وقال الله تعالى:
{ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }
صدق الله العظيم [البقرة:124]
فكل نبي هو خليفة لله وإماماً للناس وليس كُل خليفة وإمام نبياً، وذلك لأن المهدي المنتظر خليفة لله وإماماً للناس ولكنه ليس نبي، كونه لم يَتَنزَّلُ عليه نبأ جديدٌ للعالمين بل جعل الله في اسمه خبره وعنوان أمره ( ناصر محمد )؛ ابتعثه الله ليعيد المُسلمين إلى منهاج النبوة الأولى فيهديهم والناسَ أجمعين بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، ولا أُفرق بين أحدٍ من رُسله حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
معلومات , حقائق , المهدي , الامام , المنتظر , حقيقه , ماهو , صور , موقع , تفسير , القران , الكريم , الاسلام , السنه , الشيعه , اهل البيت , ال , البيت , شرح , ناصر , محمد , اليماني , سورة , سبحان , الله ,النصر, الله , اكبر , شعار , ماهو , من هو , متى , كيف , اين , 2013
تعليقات
إرسال تعليق